في تصريح جريئ، وواقعي وصريح، قدم الشيخ الدكتور عمر عبد الكافي بعض الانتقادات اللاذعة والقوية تجاه من يقومون بالتسويق للإسلام والمسلمين وعظمتهم.. وذلك في برنامجه الذي يعرض على يوتيوب " برنامج قلوب".
قوانين الحياة إذا ترك الإنسان نفسه في تيارها، لنسي قلبه ونسي نفسه ونسي كل شيء. لكنه من فضل الله علينا أنه يعيدنا إلى رحابه خمس مرات في اليوم على الأقل كي يعيد ضبط وجهتنا "وجعلنا البيت مثابة للناس وأمنا". كيف يكون البيت أمن للإنسان وهو لم يسكن عنده؟! والمثابة هي الرجوع وهذا المصطلح يعني أنك تتوجه إلى هذا المكان كل عدة ساعات، كي تجدد العهد مع الله. ليس كل جمعة مرة..
فالقلب السليم لو صور لجعل الليل البهيم.. نهارا مشرفاً. أما القلب السقيم والميت لو صور لأظلم معه النهار. لذلك أظلمت الدنيا من حولنا.
فالأمة الإسلامية لم تصعد إلى القمم إلا عنزما صلحت قلوبها وتنورت قلوبها بالإيمان.
نحن نعيش أفضل مما عاشوا عليه الصحابة، فلماذا تضيق علينا الدنيا؟
السبب الحقيقي هو لم نعد من الشاكرين، وأول خطورة تكمن وتعصف بالأمة بعد عدم شكرنا هو عدم زيادة النعم ومن ثم المصيبة الأكبر هو زوال النعم علينا.. وعندها قلما تعود النعمة مرة أخرى " عاد-ثمود-الفراعنة" فالصفحات متشابهة وان تغيرت الأسماء.كيف تكون رباطة الجأش، كرباطة جأش أم الكليم سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام؟
الرباطة تكون في الثبات عند الأزمات.. والصبر عند الصدمة الأولى.. فالمؤمن ينظر ويرى ويلمح المنحة في قلب المحنة...فوعد الله مع كل محنة سيأتي بعدها منحة.
يطول الإبتلاء لأن الله يحبك، ويحب ان يسمع صوتك،. فالأنسان في طبعه متمرد، وهذا ما سنراه عند انقضاء حاجته منذ بداية المنحة، ستراه يتولى مستكبرا، كأن لم يدع ربه.
فالإبتلاء يكون رفعة للدرجات وتكفير للسيئات.. فلا يمكن أن نقول ان الإبتلاء هو غضب الله علينا. وما يبتلى إلا صادق ومثال على ذلك الأطفال المرضى.
نحن لدينا بضاعة ثمينة لكننا لا نجيد تسويقها، المسوقين من على المنابر ومن وراء الشاشات - مسوقي فكرة عظمة الإسلام - مسوقين فشلة،. هم عالة على عالم الدعوى.. لماعالم من العلماء يقول للناس هذا حرام وبعد كم سنة نراه نفسه يقول عن ذات الشيء أنه حلال، ماذا نقول عن مثله؟
ففي علم الأصول هنالك قاعدة مهمة تقول : المتوقع كالواقع.
(صليت المغرب والدنيا ممطرة والأرصاد تقول أن المطر سيشتد أكثر فأكثر بعد ساعة من الآن، فوراً الامام يصلي العشاء يجمع ويذهب المصلين إلى ديارهم)
الواقع له الإنسان والزمان والمكان والمقام.. فالذي لا يدرك هؤلاء الأربعة لا يجب عليه أن يفتي، يجب أن يصمت.
يجب علينا كمسلمون أن نستعيد هويتنا.. فالنظام العالمي الجديد والذي يحكم فينا ومتمكن في رقابنا يشبه تماماً كحالته سليمان عليه السلام لما مات، نظنه فيه الحياة.. لكنه مات.. والأصل يجب أن نقول أنه ولد ميتا،لأنه مقطوع الصلة بالسماء.. فنحن صنعنا بأنفسنا ما نحن عليه اليوم، رغم اعتقادنا التام والخالص بأن الله معنا.. لكن لله سنن كونية لا تتغير ولا تتبدل.. فعندما نعلم أن مؤمنين حقيقيين.. يغير الله حالن من حال إلى أفضل منه.


تعليقات
إرسال تعليق